فضاء حر

تجمع سكاني ذات خصوصية معقدة ينذر بكارثة انسانية وشيكة ..

يمنات

م/ خلدون العامري

منطقة أثرية- مذبح القديم غرب مديرية معين بالعاصمة- مبنية من الحجر والطين هُجرت لعقود من الزمن حتى صارت مابين اطلال وهياكل آيلة للسقوط، تُعرف اليوم بالمحوى أو حي الخرائب بعد إذ استوطنتها عشرات الأسر الفقيرة والمُهجرة قسرًا، بل هي أشد الأسر فقرًا وبؤسًا في العاصمة صنعاء، ويعانون اوضاعًا معيشيةً صعبة للغاية، سكان هذه الخرائب ليس فقط من “فئة المهمشين” وانما من فئات مجتمعية أخرى اضطرتها ظروف التهجير القسري من مناطقها المشتعلة بنيران الحربِ وظروف المعيشة الصعبة اضطرتها اللجوء إلى هذه القرية الأثرية (الغير صالحة للسكن)، علها تؤمن المأوى، هربا من أعباء الايجار وملجاءً من بطش غارات العدوان.

محوى الخرائب -مقابر فوق الأرض تقطنها 200 اسرة معسرة ومنكوبة، بعد ان واجهت صعوبات تتعلق بخيار البحث عن سكن بديل في ظل ارتفاع الإيجارات ونقص الدخل، ما جعلها ترابط هذه الاطلال المتهالكة.

قرابة 1400 نسمة، تتهدهم اطنان من تراب الأسقف وأحجار الجدران الآيلة للسقوط في الظروف الطبيعية، ناهيك عن ارتجاجات غارات العدوان التي تستهدف العاصمة بشكل متكرر. وكذا الظروف المناخية الموسمية المعروفة بالأمطار الغزيرة، وهذا ماحدث بالفعل جراء موجة أمطار العام الماضي التي أحدثت انهيار شبه كلي في بعض المباني وانهيار جزئي للبعض الآخر، أدت لوفاة وإصابة عدد منهم، وشردت جزء آخر ، لم يلبثوا أن عادوا إليها مجبرين بعد إذ تقطعت بهم السبل.

الأرملة جمعة عايش -أم لخمسة أيتام نازحة من منطقة الدريهمي محافظة الحديدة – تقول :”في العام الماضي أثناء موجة الأمطار لجأنا إلى احد الأقرباء في حي سعوان، لكننا لم نبقى لأكثر من اسبوعين، لقد اضطررنا العودة إلى هنا رغم الخوف الذي يسكننا.. أين نذهب؟ لا أحد يستوعبك لا أحد يساعدك!”.

عبدالله أحمد علي- (50 سنة) أب ل12 طفل وله زوجتان يسكن خيام نصبت في اطلال مبنى سبق أن سقط عليه، في فجر 4 أغسطس العام الماضي، تحدث عبدالله علي قائلًا :” كنا في الغرفة 11 شخصًا، معنا زوج ابنتي، كان الحادث مرعبًا، سقطت اسقف المنزل بطوابقه الثلاثة حيث كنا ننام في غرفة الطابق الأرضي (بطول 3متر وعرض مترين)، نجونا جميعا ماعدى زوج ابنتي(يحي مسعود 25 سنة)، لم نتمكن من انقاذه سريعا.. لقد اختنق بكومة الخراب ومات”.

هكذا هي حكاية عبدالله أحمد علي الذي نزح وأسرته من منطقة الملاحيظ الحدودية بمحافظة صعدة في العام 2015، مثلما نزحت الأرملة جمعة عايش واطفالها، من محافظة الحديدة، بعد ان اجبروا على النزوح وترك مساكنهم بسبب استهداف طيران تحالف العدوان لمناطقهم.

اليوم معظم سكان محوى الخرائب يعيشون الرعب، وانعدام الأمان، وفي كل لحظة يتوقعون انهيار الجدران وسقوط الأسقف على رؤسهم، ولإنقاذ حياتهم لابد من اضطلاع جهات الاختصاص المحلية بمسؤلياتها للقيام بتدخلات عاجلة، ومخاطبة المنظمات الانسانية المحلية والدولية العاملة باليمن .. فهل من مجيب؟؟؟؟

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، ‏نصب تذكاري‏‏‏ و‏نص‏‏

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏نص مفاده '‏محوی الخرائب منبح القديم من تقریر م خلدون العامري‏'‏‏

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٦‏ أشخاص‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏نص مفاده '‏الأرملة جمعة عايش نازحة من الدريهي محافظة الحديدة بمعية عبدالله النازح من الملاحيظ الحدودية محافظة صعدة‏'‏‏

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏نص مفاده '‏محوی الخرائب منبح القديم من تقریر م خلدون العامري‏'‏‏

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏طفل‏‏ و‏نص مفاده '‏في محوی الخرائب الطفولة منسية‏'‏‏

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏نص مفاده '‏هكذا يعيشون الطفولة عناء وشقاء ورعب تهددهم اطنان من الأتربة والجارة‏'‏‏

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى